Pina Slimmer

اعلانات عالمية

الاهلي الان

الأحد، 25 سبتمبر 2011

للجزائريين فقط هل تعرف الحايك و العجار؟


 
'الحايك''رمز من رموز الثقافة الجزائرية وجزء من مورثونا الشعبي الذي تفتخر به المرأة الجزائرية عبر الزمن، فلطالما أضفى عليها سحرا وجمالا ينبع من بياضه فيحفظ حياءها ويزيد من بهائها وقيمتها عند رجال ''زمان''، خاصة لمن تعرف كيف تلفه على جسدها بطريقة ذكية ومحكمة. وتضفي عليه سحر ''العجار'' مع يطبعه من جمال على عيون المرأة الجزائرية التي يزيدها بهاء سحر الكحل الطبيعي.
''الحايك'' هو ذلك اللباس التقليدي الأبيض الذي أسهم في إطلاق تسمية ''الدزاير البيضاء'' على العاصمة بعد أن أضحى اللون الأبيض هو الغالب على لونها. هو ذو قيمة حضارية عريقة استحقها عن جدارة فقد كان شريكا مهما في ثورة التحرير وكانت العروس الجزائرية لا تخرج من بيت أهلها لتزف إلى بيت زوجها إلا بهذا اللباس التراثي التاريخي، الّذي كان أيضا جزءا لا غنى عنه من يومياتها، تنوع فيه حسب المناسبات وتتحكم فيه أيضا الطبقية. فالحايك أنواع أشهرها ''حايك المرمى'' في العاصمة الذي كان يصنع من الحرير المزين بخيوط الذهب والفضة غير أن هذا النوع كان محصورا على العائلات الميسورة الحال ليتراجع عنه الزمن اليوم ويصنفه في خزانة الألبسة التقليدية التي تناستها الجزائريات. أما الحايك الأسود والمسمي في الشرق الجزائري بالملاية فهو موجود في منطقة قسنطينة ويقال حزنا على موت الباي أحمد أما في الغرب كتلمسان المعروف باسم العشعاشي. حيث انفردت هذه المنطقة باللون الأزرق النيلي.أما في وهران فكانت مشهورة ببو عوينة. الباحث اليوم عن أصول ''الحايك'' يجد صعوبة كبيرة لجمع المعلومات حوله، لانعدام المصادر التي لها أن تفيد في هذا المجال لا لسبب إلا لعزوف عدد كبير من النساء العاصميات عن هذا الثوب أو وفاة أغلبهن من اللواتي حافظن عليه وأردن توصيله إلى الأجيال. ولو توقفنا لوهلة وحدقنا النظر في عادات وتقاليد الجزائريين اليوم، لوجدنا أن سكان العاصمة قد تخلوا عن كل شيء يذكرهم ويربطهم بالماضي العريق، بل أن أكثرهم يعتبرون مثل هذا التراث تخلفا وعودة إلى الوراء. وهو الشيء الذي لم يحدث إلا في بلادنا وراحوا يقلدون كل ما هو عصري وأوروبي واستيراد حتى التقاليد المغربية والشرقية متجاهلين عاداتهم التي تميزهم وتعرفهم للأشقاء والأعداء والتي هي في الحقيقة بمثابة بطاقة الهوية للأجانب والسياح الذين يزورون الجزائر لكثرة ما سمعوا عنها وعن عاداتها.
''الحايك... رمز حشمة وهمة المرأة الجزائرية''
الحايك كان ولا زال رمزا للهمة والحشمة والسترة أو كما يقال أيضا ''رمزا للجمال والنقاء'' فلونه في أغلب الأحيان وفي معظم جهات الوطن أبيض ناصع، إلا في قسنطينة نجده أسود اللون، وما يحكى عن الحايك اليوم من طرف الناس الذين لا يزالون يتمسكون به، أن هذا الثوب كان له احترامه الكبير آنذاك وقد لبسته كل نساء المجتمع الجزائري إلى غاية الثمانينات ليعرف تراجعا كبيرا مع التغير الاقتصادي والاجتماعي الذي عرفته بلادنا. بحيث عوض هذا الإرث الحضاري التاريخي بالحجاب والجلابية والعباية وغيرها من الأزياء المغربية والخليجية التي تفضل الجزائريات ارتداءها اليوم بدعوى أنها عملية فيما تخلين عن ''الحايك'' لأنه زي غير عملي حسب رأيهن. غير أنه إلى حد الساعة لازلنا نلمح عددا قليلا من النساء الجزائريات اللواتي يلبسن الحايك ولم يتخلين عن هذا الثوب التقليدي، خاصة العجائز منهن اللائي يعتبرنه حرمة لا يمكن المساس بها، وتجد بعضهن رغم قلة عددهن يتجولن في الشوارع الجزائرية خاصة في الأحياء العاصمية كساحة الشهداء والقصبة، تلك المنطقة التي كانت ولا تزال ترمز إلى العاصمة وسكانها الأصليين، والتي تخفي في داخلها ميراثا ثقافيا غنيا يجهله العديد منا، خالتي خدوج عجوز في الـ75 لا تزال محافظة على ارتداء الحايك إلى غاية اليوم. إلتقيناها صدفة وهي تتجول في شوارع القصبة لشراء ما يلزمها من حاجات، وكم كانت فرحتنا كبيرة عندما وجدنا من نستند عليه لمعرفة ولو القليل مما نبحث عنه، الحايك الذي لم يبق منه اليوم أثر غير الكلام عنه كلباس تراجع بفعل الزمن وبدعوى التقدم الذي باتت تلهث وراءه النساء باسم الموضة والعصرنة. وترى خالتي خدوج في الحايك همة المرأة العاصمية التي تزيد من قيمتها بحيث لا يمكن للمرأة في زمن الستينات والسبعينات أن تخرج دون ارتدائه، مضيفة أنه كان يبدي جمال المرأة من خلال مشيتها ومسكتها له، إلى درجة أن الكثير من رجال تلك السنوات عشقوا ''الحايك'' وتغنوا به في أشعارهم وأغانيهم الشعبية. وكانت المرأة الجزائرية تخصص لخرجاتها اليومية ''الحايك نصف مرمة'' للذهاب إلى بيت الأهل أو لزيارة أحد من أقربائها وتحتفظ ''بالحايك المرمة'' فقط للمناسبات والأعراس، إذ لا ولا يمكن لبس هذا الأخير دون معرفة تقنيات لبسه وشدته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Engageya