في السرير مع زويا يضع حداً للخرافات الجنسية

«المرأة التي لا تخضع لعملية ختان تصبح مهووسة جنس... وسجائر القرنفل تقوي الرجولة... ولعاب أبو ابريص يشفي من مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»...» هذه المعتقدات المبتكرة هي نقطة في بحر الخرافات التي يمكن أن يتخيلها العقل البشري والتي تصادفها عالمة النفس المتخصصة بالجنس الأندونيسية زويا أميرين.
ومعلومات مضللة كهذه من شأنها تخريب العلاقات وحتى الحيوات في بعض الأحيان، ما دعا العالمة الوحيدة في هذا المجال في الدولة المسلمة الأكبر عديدا في العالم إلى إطلاق برنامج أسبوعي يزود المتفرج بحديث صريح ودقيق عن «غرفة النوم».

وبث برنامج «في السرير مع زويا» للمرة الأولى ولمدة 15 دقيقة على صفحتها الإلكترونية أمس. وقالت أميرين «الناس هنا يصدقون الخرافات... وهذا التحدي الكبير الذي أواجهه»، وأشارت إلى أنه سيتم التعامل مع المواضيع بصورة طبيعية بقدر الإمكان حتى لا يشعر الجمهور بأنه يتم التعامل معه بفوقية. ثم أردفت أميرين قائلة «حان الوقت لنتعامل مع حياتنا الجنسية بصورة طبيعية وناضجة».

ويمثل برنامج أميرين جزءا من التغييرات التي طرأت على أندونيسيا في الآونة الأخيرة. والدولة التي تضم 240 مليون مواطن لا تزال محافظة اجتماعيا في معظم مناطقها، إلا أن هذه المنطقة شهدت مؤخرا انفتاحا أكبر من هذه الناحية خاصة وأن النساء بتن يخرجن من منزل الوالدين ويعملن باكرا قبل الزواج. وبينت دراسة جديدة أن قرابة 40 في المئة من المراهقات مارسن الجنس في أندونيسيا، كما أن الانترنت فتح الباب على مصراعيه أمام تناول موضوعات لطالما حظّر تناولها في المدارس الحكومية.

من جهتها قالت عالمة الاجتماع الاندونيسية جوليا سورياكوسوما التي غالبا ما تكتب عن مواضيع جنسية إن «الحظر لا يشمل الجنس بحد ذاته، بل تداوله في العلن».
وعندما سئل وزير التعليم الأندونيسي محمد نوح ما إذا كان قد حان وقت إضافة الثقافة الجنسية إلى برامج التعليم أجاب «لا!... قد أبدو رجعيا... لكنني أعتقد أن هذا الأمر يجب أن يترك للطبيعة».
أما في المنازل، فالوضع ليس أكثر انفتاحا لأن المراهقين يشعرون بالإحرج لو أرادوا مناقشة هذه المواضيع مع الوالدين كما قالت ديانيتا برماني (18 عاما) وأشارت إلى أنها تفضل التعرف إلى هذه الأمور من خلال «التكلم مع الأصدقاء، والولوج إلى الانترنت، وقراءة القصص المبتذلة» وأضافت «أنا لن أمارس الجنس إلا بعد الزواج». وتتمنى أميرين أن تكون مرجع أشخاص أمثال برماني.

وأول موضوع تناولته أميرين هو: «فضح الخرافات المتعلقة بالجنس»، حيث إن عمليات الختان لا تزال منتشرة برغم حظرها في العام 2006، وزواحف «أبو ابريص» شهدت عملية صيد واسعة وارتفعت أسعارها بشدة بعدما انتشرت شائعة تفيد بأن لعابها يشفي من مرض الإيدز.